الخميس، 3 يونيو 2010

سلطة الدولة ... رهبة، سيطرة وفرض نفوذ

من ضمن الحاجات اللي كانوا بيدرسوهالنا في سياسة العالم النامي ان الدولة بتعيش أزمات متعددة من أهمها أزمة السيطرة ... ومش معنى السيطرة الافراط في استخدام القوة والبلطجة وانما تربية المواطن على ان فيه حدود وقواعد لكل شئ بحيث انه من نفسه ومن غير ما يكون عليه رقابة يحترم الحدود دي ومايعتديش عليها لأن دي حاجات ببساطة من وجهة نظره ماتتعملش ... وعشان كده كمثال بسيط، في الدول غير النامية كل واحد بيقف في الاشارة ومابيعديش السرعة من غير مايكون فيه شرطي يراقبه... بمعني ان في الدول دي السلطات بتعمل install لبرنامج جوه كل مواطن يسستمه على انه يحترم القانون (وغالباً بيكون المهندس اللي بيعمل الـ installation دي اسمه نظام التربية والتعليم) بينما في الدول النامية المهندس ده فاشل أساساً فبيطلٌع المواطن من غير مايعملُه installation للبرنامج ده وبتفضل السلطات تحاول بالعافية وبالبلطجة إنها تفهم المواطن ان فيه حاجات ماتتعملش لكن الكمبيوتر عمره ماهايتظبط لما تضربه...

وخلينا نطلع من الأمثلة البسيطة بتاعة اشارة المرور لحاجة ليها دعوة بسياسة ونظام حماية الطفل... أنا اشتغلت قبل كده مع جمعيات بتاعة أطفال شوارع في مصر.. وبالنسبة لأطفال شوارع مصر فيه حاجة مهمة لازم أحط خط تحتها... الحاجة دي هي أن أي طفل شارع لا يمكن يكون قاعد في الشارع لوحده... لازم عشان يقدر يعيش في الشارع ويستمر فيه انه ينتمي لشلة معينة توفرله الحماية ضد أي اعتداء ممكن يحصل ضده من أي شلة تانية... ورغم ان الشلة دي بالنسبة له حماية إلا انها في حالة ما إذا فكر يسيب الشارع بتكون وبال عليه لأنها ببساطة مش هاتسيبه يسيبها (بالظبط زي فيلم ابراهيم الأبيض كده)... طيب، أنا كجمعية مش هاقدر اخده من وسطهم ولا أوفرله أي حماية لو الشلة دي قررت تعتدي عليه... ولأن الجهة المسئولة عن حماية الطفل في مصر هي دوخيني يا لمونة فانا هافضل لا حول لي ولا قوة وهاتفضل السيطرة والنفوذ لشلة أو عصابة الشارع ... هي اللي بيبقى في ايديها النفوذ والدولة مش قادرة عليها... ممكن تشن عليها هجمات من وقت للتاني وممكن بشهادة مسئولي الأحداث "تربيها" وتستخدم معاها القوة في الحجز لكن في الآخر الكمبيوتر مش هايتصلح والبرنامج مش "هايتسطب" بانك تضرب الكمبيوتر ...

تعالوا بقى نشوف اللي بيحصل في دولة غير نامية... أنا دلوقتي قدامي حالة لطفلة اتاخدت من أهلها واتحطت عند ناس تانيين عشان أهلها أكبر تجار مخدرات في المدينة اللي هي فيها... لا وإيه مش بس أهلها، ده جدودها لحد اربع أجيال قبل كده يعني عيلة عزت حنفي الامريكية ... ورغم كده فيه سيطرة... يعني حتى تجار المخدرات مش قادرين يفتحوا بقهم قدام سلطة الدولة... عندهم حد مش قادرين يتخطوه ومش هايفكروا يبلطجوا على الدولة وكل اللي بيعملوه هو الاستسلام والخضوع التام للقانون...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق